کد مطلب:370098 یکشنبه 11 تير 1396 آمار بازدید:1106

حذیفة و عبد الله بن مسعود
 

[صفحه 178]

حذیفة و عبد اللّه بن مسعود


78- و سأل عن ابن مسعود و حذیفة؟ فقال: لم یكن حذیفة مثل ابن مسعود (1)


______________________________

أم عبد، و سخطت لها ما سخط لها ابن أم عبد[510].


و كان خفیف اللحم قصیرا شدید الادمة، یكاد طوال‏[511] الرجل یوازیه جلوسا و لی القضاء بالكوفة و بیت مالها لعمر و صدرا من خلافة عثمان، ثم صار الى المدینة فمات بها سنة اثنین و ثلاثین، و دفن بالبقیع، و له بضع و ستون سنة.


حذیفة بن یمان أبو عبد اللّه العبسی من عظماء الصحابة و من الاركان الاربعة فی الاستقامة مع علی علیه السّلام بعد رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله على قول، و قد أسلفنا ترجمته و ما ینبغی أن یذكر فی معناه‏[512].


و الیمان اسمه حسیل بن جابر بن ربیعة العبسی، حسیل بضم الحاء و فتح السین المهملتین و اسكان الیاء المثناة من تحت و اللام أخیرا، حالف بنی عبد الاشهل فسماه قومهم یمان، لأنه حالف الیمانیة، فحذیفة یعد من حلفاء الانصار.


و خرج حذیفة هو و أبوه فأخذهما كفار قریش فقالوا: انكما تریدان محمدا فقالا: ما نرید الا المدینة، فأخذوا منهما عهد اللّه ان لا یقاتلا مع النبی صلّى اللّه علیه و آله و أن ینصرفا الى المدینة.


فأتیا النبی صلّى اللّه علیه و آله فأخبراه و قالا: ان شئت قاتلنا معك قال: بل نفی و نستعین اللّه علیهم ففاتتهما بدر، و شهد حذیفة أحدا و ما بعدها، و مات بعد قتل عثمان بأیام یسیرة بعد أن بایع أمیر المؤمنین علیه السّلام و هو بالكوفة و علی علیه السّلام بالمدینة و قد بویع له.


قوله رحمه اللّه تعالى: لم یكن حذیفة مثل ابن مسعود


لان حذیفة كان ركنا بضم الراء و اسكان الكاف قبل النون، أی كان ركنا من‏


[صفحه 179]


لان حذیفة كان ركنا و ابن مسعود خلط و والى القوم و مال معهم و قال بهم، (1) و قال أیضا:


______________________________

الاركان الاربعة بالاستقامة فی موالاة علی بن أبی طالب علیه السّلام و متابعته و مطاوعتة ایاه بعد رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله، و هذا أحد القولین، و قد نقله الشیخ رحمه اللّه تعالى فی كتاب الرجال‏[513]


و القول الاشهر أن رابع الاركان عمار بن یاسر مكان حذیفة بن یمان رضی اللّه تعالى عنهما.


قوله رحمه اللّه تعالى: و ابن مسعود خلط و والى القوم و مال معهم و قال بهم‏


«خلط» بتشدید اللام من التخلیط، «و والى القوم» أی أظهر موالاتهم، «و مال معهم» أی حاص معهم عن طریق الحق، و حاد عن سواء السبیل، كما حاصوا و حادوا «و قال بهم» أی أذعن لهم و انقاد فی ظاهر الامر.


و قد ورد الاخبار و صح أن ابن مسعود قد رجع عما وقع منه و تندم و تظاهر بالتندم علیه.


و من ذلك ما رواه الحاكم صاحب المستدرك على الصحیحین و شواهد التنزیل و الحافظ أبو نعیم صاحب حلیة الاولیاء و ابن عبد البر صاحب الاستیعاب و أبو بكر ابن مردویه و أبو عبد اللّه بن السراج و رهط غیرهم بأسانید معتبرة عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال النبی صلّى اللّه علیه و آله یا بن مسعود انه قد نزلت فی علی آیة «وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِیبَنَّ الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً[514]» و أنا مستودعكها و مسم لك خاصة الظلمة، لكن لا أقول و اعیا و عنی له مؤدیا، من ظلم  علیا مجلسی هذا فهو كمن جحد نبوتی و نبوة من كان قبلی.


فقال له الراوی: یا أبا عبد الرحمن أسمعت هذا من رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله؟! قال:


نعم قلت له: كیف؟ و أتیت الظالمین، قال: لا جرم جلیت عقوبة عملی و ذلك أنی‏


[صفحه 180]


..........


______________________________

لم استأذن امامی كما استأذنه جندب و عمار و سلمان و أنا أستغفر اللّه و أتوب الیه‏[515].


و لهذا الحدیث طرق متظافرة عن غیر ابن مسعود من طریق ابن عباس و من طریق عمار بن یاسر و من طریق أبی ذر و من عداهم من كبار الصحابة رضی اللّه تعالى عنهم، قد أوردناها و نقلناها عن العامة و الخاصة فی كتاب شرح التقدمة.


و «أتیت» من المواتاة بمعنى المجازات و المماشاة و المساعفة و المساعدة.


و «جلیت» بضم الجیم و تشدید اللام المكسورة على البناء للمفعول، و أصله جلّلت بلامین مشددة مكسورة و أخرى بعدها ساكنة فاجتمعت ثلاث لا مات فقلبت الاخیرة منها یاء، كما فی التظنی و التقضی و مشاكلتهما.


و «عقوبة عملی» منصوبة على أنها منزوعة الخافض.


و المعنى: غطیت بعقوبة عملی فشملتنی و عمتنی عقوبة ذلك، كما یشمل الثوب البدن و یغطیه و یعمه.


قال فی أساس البلاغة: و جلّله غطاه، و تجلّل بثوبه تغطی به، و من المجاز تجلّله الهم و المرض‏[516].


و فی الصحاح: و جلل الشی‏ء تجلیلا أی عم، و المجلل السحاب الذی یجلل الارض بالمطر أی یعم، و تجلیل الفرس أن تلبسه الجل، و تجلله أی علاه، و تجلله أی أخذ جلاله‏[517].


 [510] رواه ابن عبد البر في الاستيعاب: 2/ 319

[511] اى الطويل من الرجال قال في القاموس: طال طولا بالضم امتد كاستطال فهو طويل و طوال كغراب و هى- اى يقال للمؤنث طويلة بالهاء- بهاء« منه» 4/ 9

[512] أى في شأنه و أمره أو معناه اللغوى

[513] رجال الشيخ: 37

[514] سورة الانفال: 25

[515] شواهد التنزيل: 1/ 206 رواه عن طرق مختلفة، و الطرائف: 36 و البحار 38/ 155

[516] أساس البلاغة: 98

[517] الصحاح: 4/ 1660